مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 7/14/2021 03:17:00 م

    إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة 2

إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة 2

    إدمانُ الأدوية والجرعات المُسكّنة 2


ما هو الترامادول :


عندما نمارس الرياضة، الدماغ يقوم بإفراز مادّة تُدعَى (الإندروفين)، هذه المادّة هي عبارة عن مسكّن طبيعي ومُحسّن للمزاج. 

قامت شركة ألمانيّة في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، بتركيب دواء شبيه بالأندروفين يُدعى (الترامادول) ، هذا الدَّواء يعمل كمسكّن آلام قوي المفعول. 

أصبحنا نستخدم الترامادول عند إحساسنا بالألم وذلك من أجل تسكينهِ، سواء كان السّبب وراء هذا الإحساس:
  •     آلآم في العظام. 
  •     آلآم ناتجة عن السّرطان. 
  •     الآلآم المرافقة للعمليات الجراحية الكبيرة. 

الترامادول لا يُصرف إلّا بموجب وصفة طبيّة، ولا يُؤخذ إلّا تحت إشراف من قبل الطبيب المعالج. 

دور الطبيب المعالج هنا يكون بتحديد :

  •     مقدار الجرعة الّتي تحتاج إليها. 
  •     الوقت المناسب لأخذ الجرعة. 
  •     الوقت المناسب للتوقف عن تعاطي الترامادول. 

وإحدى الأدوار المهمّة الّتي يقوم بها الطبيب المعالج تكون بتقليل الجرعة بشكل تدريجي بعد التعافي، وذلك من أجل تفادي الأعراض الإنسحابيّة الّتي تترافق مع التّوقف عن تعاطِي الدّواء بشكل مفاجِئ. 

حججُ التّعاطي :


في وقتنا الحَالي، أصبح كثير من النَّاس يقومون بتعاطي الترامادول، دون الحاجة إليه، ودون الرّجوع إلى الطبيب وصرف وصفة طبية. فقط يتعاطوه لأنّهُ مُسكِّن آلام ومُحسِّن للمزاج. 

والمُحزن في الأمر أنَّ جميع أطياف المجتمع تقريبا انتشر بينها هذا الفعل، فنرى طُلَّاب جامعيين، عُمَّال، كبار، صغار، وغيرهم الكثير يقومون بتعاطي الترامادول دون رهبة أو خوف من حجم الأضرار الكبيرة المرافقة لإدمانهِ. 

وحججُ التعاطِي تسبق سؤالك للشخص المتعاطِي، فمثلا طالب الجامعة أعذارُهُ تكون بأنَّ ضخامة المنهاج الجامعي تحتاج السّهر كل اللّيل في أيَّام الامتحان، لذلك يقوم بتعاطي الترامادول لأنّهُ يمحنهُ مزاجاً جيِّداً يستطيع من خلاله مقاومة النُّعاس، والمذاكرة بشكل أفضل، لكنّهُ لا يعلم أنَّ الترامادول يُسبِّب النُّعاس بنسبة (5٪ إلى27٪)،وغير ذلك يقوم بإضعاف القدرات العقليِّة والذّهنيّة. 
مع العلم أنَّهُ كان هنالك وقتٌ كافي خلال السّنة لتفادي السّهر في ليالي الامتحان، لكن كسل الطالب، وعدم التزامه بالخطط الدّراسيّة الموضوعة، ساقاهُ إلى طريق التعاطي. 

ولو وجَّهنا هذا السؤال لعاملٍ ما، سيقول لك أنَّهُ لا يستطيع العمل من دونه، فهو يقوم بإمداده بطاقة رهيبة، يستطيع من خلالها إنجاز العمل بإتقانٍ أكبر وبوقتٍ قصير. 
مع العلم أنّ هنالك وقت كافي خلال اللّيل، لنخلد فيه للنوم بشكل عميق وكافي، ونستيقظ في اليوم التَّالي ونحنُ بأعلى نشاط وراحة نفسيّة وجسدية، تُساعِدُنا على مواجهة التزامات العمل، لكن العامل فضّل السّهر والنوم ساعات قليلة، وهذا الأمر ساقه إلى التّعاطي.
وإذا نظرنا من ناحية أخرى فالعمل الّذي ينجزهُ بوقت قصير ودقّة أعلى، تذهب أموالهُ لشراء الترامادول. 
وغير ذلك، عند انتهاء تأثير الترامادول ستشعر بكمّية تعب رهيبة لن تختفي إلّا عند تعاطيك للترامادول مرة أُخرى. 

وكثير من الأشخاص المتزوجين يقومون بتعاطيه بوصفه منشِّط ومقوِّي جنسي فعاليتهُ عالية جدَّاً. 
مع العلم أنَّ استمرارك بتعاطي الترامادول سيسبّبُ لك ضعفاً جنسيِّاً، ورُبَّما قد يصل الأمر بكَ إلى العُقم، وذلك وفقا لدراسات عديدة. 

الجانب المظلم من إدمان الترامادول :


إدمان الترامادول يبدأ بأخذ حبَّة واحدة دون سبب واضح وطبّي لأخذها. 
هل يُعقَل، حبَّة واحدة؟! 
نعم يا صديقي، لأنَّ الترامادول من عائلة الأفيونات، وعند تعاطيك له دون إشراف طبّي فجسمك سيعتاد عليه، وسيطلبهُ باستمرار، ستشعر من بعد تأثير الحبّة الأولى بضرورة استمرار شعور الرَّاحة الّذي رافقها، لذلك ستأخذ الثَّانية، ومن ثمَّ الثَّالثة، هكذا حتّى تصل إلى الإدمان. 

يُعدُّ الترامادول من أكثر المخدّرات استخداماً في البلدان العربيّة. 

النواحي الخطيرة المرافقة لإدمان الترامادول، هي أنّ المتعاطي يقوم بصرف الكثير من الأموال على الترامادول، ولو لم يكن هنالك مصدر للمال، هو مستعد لفعل أي شيء للحصول عليه، فمن الممكن أن يقوم بالسّرقة، وأن يقوم بالنّصب، وغيرها من الأفعال الإجراميّة الّتي قد تنتهي بالقتل، كل ذلك فقط للحصول على المال لشراء الترامادول. 

ولو ذهبنا إلى سجنٍ ما، سنتفاجَأ بكمّية الأشخاص الّذين دخلوا السجون جرّاء جرائم قاموا بها، كان وراءها تعاطي المخدرات ومنها الترامادول. 

والأمر الخطير جدَّاً ،هو أن المتعاطي سيلجأ كل فترة لزيادة الجرعة المأخوذة، لأن الجرعة القديمة لم تعد تُعطِي ذات التأثير المرغوب فيه، ومع استمرار زيادة الجرعات يكون المتعاطي قد أصبح ضحيّة التّسمُّم بالترامادول أو overdose tepsisi، 

الّذي تكون أعراضهُ:

  •     فقدان للوعي. 
  •     صعوبة التنفُّس. 
  •     بطء بضربات القلب. 
  •     انخفاض في ضغط الدّم. 
  •     ارتخاء بعضلات الجسم. 
وعند حصول التّسمُّم وظهور الأعراض السّابقة، يُنقل المريض بأسرع وقت إلى المستشفى، وفي حال تأخرت عن نقله سينتهي الأمر بالوفاة. 


بقلم الدكتور علي سويدان 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.